الأحد، 10 يوليو 2016

هندسى طبية قرعونية


أقدم طرف صناعي في العالم .. مصري



لقد كان للحضارة المصرية القديمة -السبق والريادة -في العديد من المجالات؛ وعلى رأسها الكيمياء والعمارة والطب. ويتأكد لدينا ذلك السبق يوماً بعد يوم، فها هي الدراسات العلمية الحديثة تؤكد لنا أن المصريين القدماء كانت لهم الريادة في عالم الأطراف التعويضية الصناعية. حيث أكدت تلك الدراسات أن الإصبع الخشبي الموجود بأقدام إحدى المومياوات الفرعونية هو أقدم وأول طرف صناعي في التاريخ. 

حيث أثبت الباحث بجامعة "مانشستر" الإنجليزية الدكتور "جاكي فينش" أن الطرف الصناعي المصري والذي يرجع تاريخ صناعته إلى ما بين عامي 950 و 710 قبل الميلاد هو أقدم طرف صناعي تعويضي في التاريخ. فقد أكدت تلك الدراسة أن ذلك الإصبع الكبير الذي عثر عليه مثبت بقدم إحدى المومياوات المصرية المكتشفة قرب مدينة الأقصر كان يستخدم لمساعدة صاحبته على المشي وليس كعضو تجميلي فقط. 

وقام العديد من الخبراء بفحص ذلك الإصبع الصناعي المكون من ثلاثة أجزاء مصنوعة من الخشب والجلد؛ وأكدوا أنه كان يستخدم للذين فقدوا إصبع قدمهم الأكبر لمساعدتهم على المشي بشكل طبيعي. وقد كان الاعتقاد السائد من قبل أن تلك الأطراف الصناعية استخدمها قدماء المصريين كشكل تكميلي مزيف للجثة عند دفنها. 

وقد أجرى عالم المصريات الطبية الحيوية "جاكي فينش" تجربة شيقة للتوكيد على تلك النتائج. حيث قام بتصميم إصبع صناعي مماثل للإصبع المصري. ثم قام بتجربته على عدد من المتطوعين أصحاب الإصبع الأكبر المفقود. وقد وجد "فينش" أن تصميم الإصبع المصري يساعد المتطوعين على المشي بشكل طبيعي، كما أنه يمنح القدم أكبر قدر ممكن من الراحة خاصة عند ارتداء حذاء على شكل الصندل الفرعوني. مما يؤكد أن قدماء المصريين لم يكتفوا بالريادة في السبق فقط، ولكنهم حرصوا على تصميم مؤدي للوظيفة على الوجه الأمثل؛ وقد برعوا في ذلك. 
وإذا كان لنا فخر السبق في عالم الطب والأطراف التكميلية منذ أكثر من ألفي عام كإنجاز لأجداد الأجداد؛ فإن كل ما نرجوه أن يكون لأحفادهم إنجاز أو حتى سبق واحد في مجال العلوم 

  منثول.. فمتى تأتي الاستفاقة ؟!!